أخبار وتقارير

بين ألم الفُقد ووحشة الغياب : 15 عامًا على رحيل قَيْل اليمن الكبير الشيخ علي عبدالله المقداد !!..

بين ألم الفُقد ووحشة الغياب : 15 عامًا على رحيل قَيْل اليمن الكبير الشيخ علي عبدالله المقداد !!..

مع حلول الذكرى السنوية لوفاة رجل عظيم كان بمثابة أمة، نظل مُتأرجحين بين ألم الفقد ووحشة الغياب القسري لمن كان حضوره القوي وإطلالته البهية المهيبة فينا تُرضي العيون وتُسحر الأنظار الرانية إليه بكل شوق وشغف يُعززهما إنبهار طاغٍ على ماعداه.

وتطل علينا تلك الذكرى من بين ثنايا الأيام والليالي والشهور والسنين، وتُداهمنا هذا العام كما الأعوام التي خلت منذ رحيله عنا، ونحنُ على ذات الحُزن والأسى والشعور بفداحة الخسارة ، لغياب حبيب وفقد عزيز علينا وعلى قلوبنا المكلومة.
ولابَدَ أن تحضر مع ذلك كل مشاعر الألم والأوجاع والأحزان، وقد أجتمعت على ذات الخطب الداهي والمُصاب الجلل المُستمر، في لحظة صعبة وفارقة في حسابات الزمن والتاريخ والناس!.

ولا غرابة أن نجد أنفسنا نبدو كمن صرنا ورغم أنوفنا ضمن المشاركين في كرنفال حزائني رهيب أُرغمنا على إقامته وتنظيمه وحضوره في موعده المحدد والمتجدد كل عام وفي نفس المكان، وقد تجلى لنا ذلك الفراغ الكبير الذي تركه الراحل وهو ماثل لكل عين ترى ولا يمكن أن تعمى عنه البتة.
وفي حضرة الذكرى الأليمة وبين يدي الأسى الطاغي علينا جميعًا، مامن خيار آخر مُتاح لنا إلا أن نشارك في فعاليات تلك الذكرى حُرقةً وكمداً وحسرةً وألمًا وحُزنًا لا نهاية له.
بيد أنه يستحيل ويتعذر علينا أن نجد الوسيلة الأنسب لأن نُداري ونُخفي كل هذا الذي يعتمل بداخلنا من جراح وأوجاع ومشاعر مُضطربة وقد تحولت إلى نوعٍ من الفوضى العارمة التي لا تهدأ و لا نجد لها تفسيراً أو وصفاً مُناسبًا، وهي تضج هُنا بكل ما يمكنها التعبير عنه في حضرة ذكرى الرحيل لمن نعزه ونكبره ونوقره، ومن أحببناه رمزاً وقيمةً ومكسبًا ثم خسرناه ولم نعوض بمثله.. والشخص المقصود بهذا القول والمعنى هو من ثبتت صفاته وبدا لدينا كاملاً بجميع أوصافه المُحببة والمُفضلة لدينا، وهو ذاته الشخص الذي آثر الرحيل عن دنيانا الفانية، وغيبه الموت عنا إلى الأبد قبل 15 عامًا في الوقت الذي كنا ولا زلنا أحوج ما نكون إليه وإلى حكمته وحنكته ورجاحة عقله كزعيم قبيلة ومُصلح اجتماعي قل نظيره.. إنه الشيخ الجمالي علي بن عبدالله بن علي المقداد ذو الصفات الحميدة والمناقب الفريدة والسمعة الحسنة الطيبة، ورب ماكان أهلاً له بين قومه وفي مجتمعه.
نعم إنه شيخ مشايخ قبيلة آنس وكبير بكيل وكل القبائل اليمانية الماجدة وأحد أقيال اليمن العظام الذين صنعوا مجداً وتاريخًا يدعو إلى الفخر والإعتزاز به وبهم، وجميعهم قد مضوا واحداً تلو الآخر راحلين إلى عالم الأبدية والخلود كنجوم أرض ماكان لها إلا أن تأفل في الزمان والمكان المحددين حسب مشيئة الله وحكمه وتقديره وسنته في خلقه.
ولأن الحديث عن ذلك الرجل العظيم الذي أسلم روحه لبارئها فجر يوم الثلاثاء 19 يناير 2010م بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن والمواطن، حديث ذو شجون وأبعاد كثيرة، ولأنه أيضًا حديث طويل ومُتشعب جداً، فحسبي أن أكتفي هُنا بما جاء على لسان أحد الشعراء، وهو يُعبر بصدق عمن يستحقون حب القلوب وحنينها عليهم، حيث قال ما مفاده لا فُض فُوه:
أســـتخبرُ البدرَ عنكم كُلما طلعا
وأســــــألُ البرقَ عنكم كلما لمَعـا.
‏أبيتُ والشوقُ يطويني وينشرني
براحتيهِ ولم أشك لهُ وَجعا
أحبابَ قلبي وإن طال المدىٰ فلكم
قد قطّع الشوقُ قلبي بعدكم قِطعا.
فـلو مَنَنتُم على طرفي برؤيتكم
لكان أحسَنَ شيءٍ منكمُ وَقعا.
لاتحسبوا أنني بالغيرِ منشغلٌ
إن الفؤادَ لحُبّ الغيرِ ما وسِعا

صلاح محمد المقداد
19 يناير 2025م -

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا