قوى العدوان في تماس مع الهزيمة: معركة تحرير مارب .. الحسم الاستراتيجي
المجاهدون يطرقون أبواب مأرب الشمالية الغربية ومرتزقة العدوان يبدأون الانكماش التدريجي
يبدو من خلال المعطيات العسكرية والميدانية إن وضع مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي وبالأخص حزب الأخوان الذي يقود المعركة في أسوأ حالاته,
وفي حالة انهيار دراماتيكي على جميع الصعد التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية، فبعد وقع الانتصارات والتقدمات السريعة التي حققها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في جبهات مارب وباتجاه المدينة " جنوب وشمال غرب وشمال شرق " انتقل وضع مرتزقة العدوان من السيئ إلى الأسوأ فقد بدأت تتقلص المسافة نحو المدينة وكذلك مسألة تطويقها إضافة إلى حسم وإسقاط جبهات بالكامل,
أي تطهير المديريات والمعسكرات التي يتمركز عليها مرتزقة العدوان أبرزها مديرية مدغل ومعسكر ماس القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها العمليات في جبهات الشمال الغربي وأيضا خط الدفاع الثاني للمدينة من شمال غرب, لذلك تحددت الجغرافيا التي يسيطر عليها المرتزقة وبدأوا في الانحسار والانكماش التدريجي فمنهم من بدأ يتجه نحو المدينة ومنهم من فر إلى "حضرموت "،فالكثير من القوات والقيادات العسكرية لمرتزقة الأخوان انسحبت وغادرت مدينة مأرب ومعسكراتها لتتجه إلى محافظة حضرموت للعسكرة فيها وذلك على اعتبار أن مسار الاشتباكات أصبحت في محيط المدينة ولم تعد المنطقة آمنة لتتمركز العمليات والقيادة وأيضاً انكماش فسحة المناورة للقوات واستحالة إطلاق عمليات مضادة لكبح تقدمات الجيش واللجان الشعبية السريعة باتجاه المدينة.
بالتالي فوضع المرتزقة سيئ للغاية وهناك فراغ بشري في جميع التشكيلات المقاتلة وفوضى في الخطوط الدفاعية, وأيضاً انهيار معنوي كبير يعصف بالمرتزقة الذين أصبحوا يعيشون حالةً من التخوين وعدم القدرة على القتال والإيمان بان المعركة التي يخوضونها حالياً دخلت مرحلة الانتحار وان المسألة لم تعد سوى عملية وقت لا غير حتى يرتطم وضعهم بالهزيمة الكاملة.
*بالنسبة لموقف السعودية الممول والقائد الرئيس لمعركة مارب فقد أوعزت بدعم وإسناد بريطاني وأمريكي بتكثيف العمليات الجوية إلى مستوى الذروة وتشكيل غطاء جوي كبير تكون مهمته :
أولاً: تخفيف الضغط على الجبهات.
ثانيا : حماية ماتبقى من المرتزقة والقوات على الأرض وتعزيز عوامل الثبات والصمود فيها لأكبر مدة.
ثالثا محاولة إرباك وإعاقة مجاهدي الجيش واللجان بإفشال عملياتهم الهجومية عبر شن مئات الغارات الجوية يومياً فهناك تشن الطائرات الحربية السعودية إلى مانحوه 60 إلى 100 غارة جوية فأكثر على مواقع الجيش واللجان في عدة جبهات وعلى مستوى اليوم الواحد.
أما الاتجاه الآخر اتجهت السعودية إلى استقطاب قوات جديدة كانت تقاتل في سوريا مع تنظيم داعش, وقد أفادت معلومات أن السعودية استقطبت خلال الآونة الأخيرة مئات المقاتلين اليمنيين ومتعددي الجنسيات من سوريا لتقاتل بهم في مأرب وذلك بهدف :
تغطية الثغرات
*وتغطية ضعف القوة المقاتلة لدى المرتزقة وإسنادهم في خطوط الدفاع الرئيسية خصوصاً تلك التي في جبهة مدغل وصرواح ومنطقة العلم الأعلى والأسفل التي تمثل مسارات ساخنة ومهمة في صعيد المعركة .
لذلك هذه الخطوات الإجرائية كان أحد التأكيدات على أن الوضع العسكري في مارب لم يعد في صالح السعودية ومرتزقتها من حزب الإخوان على الإطلاق وان مسارها العملياتي والاستراتيجي خارج السيطرة لذلك لزم الأمر على النظام السعودي وبمعية بريطانيا وأمريكا أن يتم تفعيل سلاح الجو بقوة في المعركة واستقطاب التعزيزات من داخل وخارج اليمن للدفاع عن مارب قدر المستطاع .
فالوضع بطبيعة الحال دخل الفصل الأخير من المعركة وكل هذه الإجراءات التي تم اتخاذها هي في النهاية ستفشل وتبور ،وعليه انطلقت السعودية ومعها المجموعة الدولية في محاولة لخلط الأوراق وعقد جلسات في مجلس الأمن تتركز على إرغام قيادة الجيش واللجان الشعبية تحت الضغط الدولي على إيقاف العمليات العسكرية في مارب فوراً وإنهاء الصراع وترك المجال للجانب السياسي والتفاوض وهذا مايحصل فقد عقد مجلس الأمن جلسات متعددة تطالب فيها بريطانيا وأمريكا وكذلك الأمم المتحدة عبر مبعوثها بضرورة إيقاف العمليات
لذلك بلاشك أن السعودية حالياً ومن خلفها أمريكا وبريطانيا أصبحت في حالة قلق وارتباك شديد وهذا واضح.. فالوضع في مارب خارج السيطرة ومسألة سيطرة الجيش واللجان الشعبية مسألة وقت لا أكثر و سيشكل نقطة فارقة في موازين الحرب بشكل كامل.. فأهمية مارب وعمقها الحيوي والاستراتيجي له وقعه الخاص بالنسبة للسعودية وبريطانيا وأمريكا وسيطرة مجاهدي الجيش واللجان عليها سيكون بمثابة ضربة قاصمة لهذا المثلث عسكرياً واستراتيجياً وانتقال الوضع من مرحلة إلى مرحلة يكون فيها الجيش واللجان قد استعاد أهم منطقة نفطية في اليمن ...