كتابات | آراء

الرئيس الصماد.. السياسي المحنك والإداري الناجح

الرئيس الصماد.. السياسي المحنك والإداري الناجح

ستة أعوام مضت على استشهاد الرئيس صالح الصماد إثر استهدافه من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في محاولة بائسة لإجهاض مشروعه الوطني في التحرر من الوصاية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني،

ولا تقف أهمية إحياء الذكرى السنوية للقائد الشهيد الرئيس صالح الصماد عند تذكر مآثره ومناقبه، بل تتجاوز ذلك للوقوف عند قائد وسياسي عظيم حمل لنا مشروعًا سياسياً كان بداية مرحلة تحول وطني في مرحلة وطنية حرجة واستثنائية، بحيث يكون الشعب اليمني أكثر صمودًا وقوة وثباتًا وتحركاً؛ من أجل ذلكم المشروع دفع الرئيس الصماد حياته شهيدًا، قدم الصماد بنظرته الثاقبة أنموذجاً في قيادة شؤون البلاد، حيث لم يميز أَو يفرق بين أحد بل كان رئيسا لكل اليمنيين، ورجل دولة لا يستسلم ولا يعرف اليأس ولا يتذمر ولا ينتظر أحداً ولا يلتفت لمتخاذل، يبذل جهده في النصح والإرشاد والتوفيق، يتواجد في كُـلّ الميادين والجبهات، كان يغبط المرابطين في جبهات ومواقع البطولة، وأقصى غاياته الشهادة، فسعى إليها، فلا كرسي رئاسة قد يغريه عنها ولا مناصب الدنيا تغيره أَو تنسيه الشهادة.
واستطاع الشهيد الصماد رغم التحديات أن يصنع في زمن قصير فارقًا كَبيرًا في إدائه وتحَرّكاته وبصماته الوطنية والتنموية، تغلب على صعوبات المرحلة بعزم وثقة منتهجًا أخلاق القادة العظماء انطلاقاً من ثقافته القرآنية ووعيه وصبره وتوجهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن.
ولذلك تميّز الشهيد الصماد بصفات ومآثر جهادية وقيادية نابعة من إيمانه المطلق بالله تعالى وثقافته القرآنية ما جعله مصدر قلق لدول تحالف العدوان التي اعتادت شراء ولاءات قيادات الدولة، ما دفعها لاستهدافه في محاولة بائسة لإجهاض مشروعه التحرري الذي يرسم ملامح المستقبل المنشود للشعب اليمني.
عامان فقط هي الفترة التي تقلّد فيها الشهيد الصماد رئاسة اليمن بعد إجماع أعضاء المجلس السياسي الأعلى والقوى الوطنية على اختياره رئيساً كشخصية وطنية تحظى بإجماع وحضور لافت ومواقف نضالية مشهودة، فكان عند مستوى السؤولية فصنع خلال فترة رئاسته القصيرة الكثير من التحولات على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، فعلى الصعيد السياسي نجحت حنكة الرئيس الصماد في إفشال محاولات العدوان شق وحدة الصف وإحداث أي اختراق للجبهة الداخلية، إذ كان قريباً من كافة المكونات السياسية وتعامل الرئيس الصماد مع الجميع بحكمة وحنكة وشجاعة ووضوح وتغلّب على الكثير من المؤامرات ومحاولات شق الصف واستطاع أن يجمع كلمة القوى السياسية ويوحد هدفها في مواجهة تحديات ومخاطر العدوان.
كانت أفضل الأوقات إلى قلب الرئيس الشهيد الصماد، تلك التي يقضيها بجانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في المعسكرات التدريبية والجبهات والمواقع المتقدمة التي كان يحرص على زيارتها والتردد عليها بشكل دائم ليتلمس أوضاع المرابطين فيرفع معنوياتهم ويشد من عزيمتهم ويشاركهم التضحية والفداء.
لم تغره حياة القصور ورفاهية العيش فيها ليخلد إلى راحة البال مكتفياً بإصدار الأوامر والتوجيهات، بل اختار أن يكون إلى جانب اضطلاعه بمهامه الرئاسية في مقدمة الخطوط الأمامية وخطوط التماس يشارك المرابطين في الجبهات أفراحهم وأتراحهم، آلامهم وآمالهم، طموحاتهم وتطلعاتهم.. علاوة على إشرافه على العمليات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود، فلم يتوان عن التضحية بنفسه فداء للوطن ودفاعا عن عزته حتى قضى شهيدا في مدينة الحديدة التي ذهب إليها لمتابعة جهود التحشيد والتعبئة بعد تصعيد العدوان في الساحل الغربي وسعيه لاحتلاله.
تّرد الصماد عن غيره من الزعماء والرؤساء بأن جمع بين السياسي المحنك والإداري الناجح والمجاهد الفدائي الذي لا يتوان عن تقديم روحه ودمه فداءاً للوطن، فكان همّه الأكبر استقلال القرار الوطني والتحرر من الهيمنة والوصاية، وبناء دولة حرة قوية تلبي طموحات كل أبناء الشعب اليمني في العيش الكريم.
عمل جاهداً على تنفيذ الكثير من الإصلاحات الإدارية والهيكلية والتي ساهمت في تعزيز صمود مؤسسات الدولة والحيلولة دون انهيارها رغم كل ما تعرضت له من استهداف مباشر وغير مباشر من قبل العدوان وأدواته، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية أطلق مشروعه الوطني النهضوي وشعاره الخالد "يد تحمي.. ويد تبني" الهادف إلى شحذ الهمم لمواجهة العدوان حتى تحقيق النصر بالتوازي مع المضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.
لا أجدني في هذه العجالة قد أوفيت الرئيس الشهيد الصماد حقه فحياة الرئيس الشهيد الصماد أكبر من أن تختزل في سطور عابرة، بل إن مجلدات بأكملها قد تكون عاجزة عن احتوائها واستيفاء حقها، فقد حفلت مسيرة الشهيد الصماد بالكثير من الإنجازات الوطنية على رأسها تصحيح وضع مؤسسات الدولة ومسار عملها ليصب في مصلحة المواطنين والاستمرار في تقديم الخدمات والتخفيف من معاناتهم الإنسانية والمعيشية الناتجة عن العدوان والحصار.
أبا الفضل سلام عليك يوم ولدت.. وسلام عليك يوم استشهدت.. وسلام عليك يوم تبعث حيّا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا