
واشنطن تشعل “حرب التعريفات”.. والعالم يترقب نتائج كارثية
تحت راية شعار “أمريكا أولاً” أطلقت إدارة ترامب رصاصة البدء في موجة جمركية عاتية، تهدد بتفكيك روابط اقتصادية عمرها عقود، بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، وعلى الصين بنسبة 10%.
وتأكيدًا على أن أمريكا لا تعرف صديقاً أو حليفاً بقدر مصالحها فقط، تعرضت كندا والمكسيك، وهما حليفان رئيسيان لها، لتعريفات أكثر قسوة من تلك المفروضة على الصين، الخصم الاقتصادي للولايات المتحدة، وهو ما يعكس الطبيعة الأنانية وطبيعة إفقار الجار لدى الحكومة الأمريكية الحالية التي تسعى إلى الربح فقط، حتى وإن كان على حساب الحلفاء.
وهذه الخطوة، والتي وصفت بـ”حرب التعريفات”، من المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم المحلي في الولايات المتحدة، وإضعاف القدرة التنافسية للشركات الأمريكية، وإلحاق أضرار بالغة بالتكامل الاقتصادي في أمريكا الشمالية، وإشعال شرارة الاضطرابات في النظام التجاري العالمي.
والنتائج المتوقعة لهذه العاصفة لا تقتصر على ارتفاع خيط التضخم المحلي، أو تراجع القدرة التنافسية للشركات الأمريكية التي تعتمد على سلاسل إمداد عبر الحدود، بل تمتد إلى هزّ أركان اتفاقية “نافتا”، التي ظلت حجر الزاوية في ازدهار القارة.
والأخطر أن العالم بأسره قد يدخل في دوامة انتقامية من الرسوم المتبادلة، تعيد رسم خريطة التجارة الدولية بقواعد الفوضى، لا التعاون.
وراء كل هذا، ثمة سؤال جوهري يطفو على السطح: هل حققت العقلية الترامبية” انتصارا لواشنطن، أم أنها بذرت بذور انهيارها الطويل؟ ففي سعيها المحموم لتحصيل أرباح آنية، تخاطر الإدارة بتآكل مكانتها عالميًا، وتحول الحلفاء إلى خصوم، وربما أن منطق “إفقار الجار” قد يعود كشرَكٍ ينغرس في خاصرة الاقتصاد الأمريكي نفسه.