كتابات | آراء

غزة.. تقدم الرد العملي على مخطط التهجير ؟!!

غزة.. تقدم الرد العملي على مخطط التهجير ؟!!

أشرنا في أكثر من موضوع سابق أن القصف الإسرائيلي العنيف الذي يستهدف المدنيين في غزة منذ انطلاق شرارة العدوان الأولى لم يكن عملاً عفوياً أو عشوائياً ولا خطأ عملياتياً ناتجاً عن سوء تخطيط أو تقدير من قبل جيش العدو المحتل كما كان يعتقد ويردد الكثير ممن يسيرون خلفه مغمضي العينين.

بل هو عمل متعمد يتم وفق برنامج مخطط وممنهج ومدروس الغرض منه إرهاب أبناء غزة وإجبارهم على النزوح من مناطقهم كخطوة أولى تتبعها خطوات متتالية من الاستهداف والتضييق لخلق ظروف أشد قسوة وتعقيداً تجعل من غزة مدينة غير قابلة للعيش تؤدي في نهاية المطاف إلى النزوح الجماعي وتحقيق مشروع التهجير الذي يعد أهم أهداف هذا العدوان الخفية التي وضعها العدو وخطط لتنفيذها بكل عناية.. وهذا هو بالفعل ما اتضح وتأكد بجلاء الآن تزامناً مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.. حيث صرح بذلك علانية ودون مواربة الرئيس الأمريكي العائد للتو إلى البيت الأبيض (ترامب) عندما طلب وبكل وقاحة من الرئيس المصري والملك الأردني ترحيل أعداد من سكان غزة إلى مصر والأردن.. لكنها غزة أرض الرباط والجهاد.. أرض الإيمان.. أرض الصمود والثبات استطاعت منذ اليوم الأول للعدوان بوعي ويقظة شعبها الأبي المؤمن بالله والمتحصن بتعاليم دينه الإسلامي الحنيف التي تكشف مكر اليهود ودسائسهم ومكائدهم أن تتصدى لهذا المشروع الصهيوني الخبيث وقد تجلى ذلك بكل وضوح من خلال اصطفاف وصمود وثبات أبنائها ووقوفهم صفاً واحداً إلى جانب المقاومة متمسكين بأرضهم رغم ضراوة القصف والاستهداف وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح ورغم المحاولات المستمرة والمستميتة للعدو وداعميه لدفعهم إلى النزوح.. ولكن هيهات لهم ذلك..
وهاهم اليوم بعد عام وأربعة أشهر من العدوان يتوجون هذا الثبات من خلال تلك العودة القوية للنازحين إلى شمال غزة.. فما أن أشرقت شمس يوم الإثنين الـ26 من شهر رجب 1446هـ حتى تقاطر مئات الآلاف من النازحين يشقون طريق العودة إلى مناطقهم وديارهم في شمال غزة كالطوفان الهادر غير مبالين بالصعوبات والعراقيل الكبيرة التي وضعها جيش الاحتلال في طريقهم من خلال أعمال التجريف المتعمدة التي لم تزدهم إلاّ تصميماً وإصراراً على العودة مهما كلفهم ذلك من عناء ومشقة، بل وتضحية إن تطلب الأمر وقد ترجموا ذلك عملياً بالتحرك سيراً على الأقدام تاركين خلفهم الكثير من أمتعتهم مقدمين بذلك رداً عملياً على مخطط التهجير ولسان حالهم يقول لا للتهجير لا للوطن البديل..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا