كتابات | آراء

30 نوفمبر .. نضال واستقلال!!

30 نوفمبر .. نضال واستقلال!!

الثلاثون من نوفمبر 1967م تظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني على مدى الزمن، إنه تاريخ بطولي، وأسطورة كفاح ونضال وجهاد ضد المحتل البريطاني الغاشم قدم فيه آباؤنا وأجدادنا وشهداؤنا أغلى ما يملكون من أجل تحرير الوطن.

لا يفوتنا هنا أن ننوه بأن مرحلة الكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني التحمت بدماء أبناء الوطن الواحد شمالاً وجنوباً، حيث كانت تعز الحضن الدافئ، والصدر الحنون لثوار الجنوب، حيث كانت تعز هي مقر مركز القيادة تنطلق منه الخطط العسكرية والتقارير السرية عن سير المعارك، وهذا يدل دلالة واضحة بأن الحركة الوطنية في جنوب الوطن ارتبطت بثوار سبتمبر والتحمت جميعاً للقضاء على المحتل البريطاني، وكانت أمام ثوار الحركة الوطنية في جنوب الوطن مهمتان أساسيتان:
• الدفاع والالتحام مع ثوار سبتمبر لمواجهة المحتل البريطاني.
• والأخرى: الاستفادة من خبرة ثوار سبتمبر من أجل السير في طريق النضال والكفاح المسلح وتحرير أرض الجنوب من المحتل البريطاني.
وفي شهر مايو 1963م جرى حوار وطني تاريخي في صنعاء بين ثوار سبتمبر، وثوار الحركة القومية الوطنية، وتنظيمات سياسية سرية وعلنية لمواجهة المحتل البريطاني وطرده من جنوب الوطن.
يهل علينا العيد السابع والخمسون للاستقلال الوطني واليمن يعيش أوضاعاً مأساوية غاية في الخطورة من خلال افتعال المأزومين والمتآمرين وصناع الأزمات والحروب بهدف تمزيق الوطن، محاولين بذلك إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن الشعب اليمني الأبي سوف يتصدى بحزم وقوة لكل هذه المؤامرات الدنيئة التي تحاول تقسيم اليمن إلى كانتونات وإمارات وسلطنات متناحرة ومتصارعة.
عقود من الزمن خلت من عمر الاستقلال المجيد شهد خلالها الوطن مؤامرات وتحديات شتى، حرب دامية، وتدخل سافر من دول الجوار كل يغني على ليلاه سعياً وراء مصالحهم وأهدافهم الماورائية.
عقود خلت على الاستقلال كانت حافلة بالصعاب والتجارب القاسية، وكان الحفاظ على تلك المنجزات هو التحدي الكبير الذي يواجهه اليوم أبناء اليمن شمالاً وجنوباً.
فالطريق إلى الشرف والتضحية والفداء والوفاء يحتاج إلى تضحيات جسيمة، والثوار الأحرار في سباق مع الزمن واهبين أرواحهم ودماءهم فداءً للوطن أرضاً إنساناً وانتماء ووحدة.
عقود خلت من عمر الاستقلال والوطن مازال على مفترق الطرق بسبب التدخلات الخارجية أياً كانت عربية أم أجنبية.

• صفوة القول:
علينا أن نستفيد من تجارب التاريخ لأخذ الدروس والعبر وأن ندرك خطورة الانقسام، وتعدد الولاءات على وحدة النسيج الوطني، وعلى وحدة الأرض، فالأعداء ما زالوا لنا بالمرصاد، فلابد من توحيد الرؤى وتمتين الجبهة الداخلية لحماية الدين والوطن، والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة العدو أياً كان داخلياً أو خارجياً، الطريق ما زال طويلاً ومليئاً بالمصاعب والتحديات وأعداء الوطن يتربصون باستقرار البلاد وأمنه ووحدته متسلحين بسوء النوايا والولاءات الضيقة سعياً وراء نهب ثروات اليمن واحتلاله، ولكن نقول لهؤلاء الشرذمة الضالة المضلة بأن شعبنا اليوم أكثر وعياً وإدراكاً من أن تنطلي عليه مثل هذه المخططات والمؤامرات الدنيئة، شعبنا اليوم يمتلك من القوة والإرادة والإصرار ما تنوء به الجبال الراسيات.. شعبنا ماضٍ قدماً نحو تحقيق أحلامه وآماله وطموحاته رغم كبر حجم التحديات والتدخلات الخارجية.
• كلمات مضيئة:
لا يفوتني في هذه المناسبة الوطنية النضالية أن أترحم على أرواح كل شهداء اليمن عبر التاريخ، فلولاهم ولولا دماؤهم الطاهرة الزكية، وصدق نواياهم النبيلة لما أثمرت تلك الانتصارات رغم التحديات والصعوبات، مازال طريق الكفاح المسلح هو المشروع الأساسي لتطهير البلاد من كافة قوى العدوان والخونة والعملاء والمرتزقة.
نحن مدركون أكثر من أي وقت مضى ضرورة الالتفاف حول طرد المحتل الجديد، لا داعي للمزايدات والتلاعب السياسي والشعارات الجوفاء، فلن تكون في صالح الوطن، وكلها مراهنات وفرقعات ستهوي بالوطن إلى المجهول، ولا يمكن أن تُحل قضية الجنوب بمنأى عن اليمن الواحد.. فاليمن ووحدته أرضاً وإنساناً أكبر من أي سلطة أو مسؤول أياً كان.. وعلينا أن نحافظ عليها رغم حجم التحديات وعظم المؤامرات.
فاليمنيون يدركون أن طريق النضال والكفاح ضد المحتل شاق وطويل، ولكن بالعزيمة والإرادة والإيمان والإصرار سيحققون مبتغاهم عاجلاً أم آجلاً وعلى دعاة التغيير وأبواق الفتنة ألا يراوحوا حول أخطاء الماضي، ورفض الآخر، وعليهم التمسك بأخلاقيات وقيم ومبادئ الحوار الهادف الذي يخدم اليمن أرضاً وإنساناً ووحدة وانتماءً..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا