رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين لـ"26سبتمبر": يجب أن نكون على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية
أكد رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار، المهندس محمد حسين مطهر الحوثي أن أسباب الهزات الأرضية التي تشهدها بلادنا نتيجة انفتاح خليج عدن والبحر الأحمر والأخدود الأفريقي بشكل مستمر للتوسع نتيجة للصدوع التحويلية في البحر الأحمر التي تخترق الأراضي اليمنية..
وأوضح أن المركز أصبح في الوقت الراهن بحاجة لتشغيل جميع الشبكات الزلزالية والبركانية ومحطاته الفرعية وتحديث أجهزته وتدريب كوادره بما يواكب التطورات التي تشهدها المراكز العالمية.
وطالب حكومة التغيير والبناء إيلاء دراسات الأنشطة الزلزالية جل اهتمامها خلال المرحلة الراهنة وأن يكون توجهها جاداً بهذا المجال بهدف التخفيف من أضرار الكوارث الطبيعية.
حوار | محمد العلوي
* حدثنا عن الأنشطة الزلزالية الراهنة في اليمن؟
** الأنشطة الزلزالية من الظواهر الطبيعية المهددة لحياة الإنسان، منها زلازل مدمرة ومتوسطة وخفيفة، نتيجة لطاقة تتحرر عبر صدوع وكسر في الصخور الأرضية وتنتشر على شكل موجات زلزالية في جميع الاتجاهات وتحدث الزلازل بشكل مستمر في مختلف دول العالم، نتيجة حركة الصفائح التكتونية، التي مكان التقاء أو تباعدها هي المناطق الأشهر لحدوث الزلازل.
تسجل الزلازل المدمرة بالعالم بين العام والعامين زلازل مدمرة، وهناك زلازل متوسطة إلى مدمرة بقرابة 800 زلزال، وعدد 40 -50 ألف زلزال متوسط، وبحدود 500 -600 ألف زلزال خفيف إلى متوسطة على مستوى العالم، حيث تقتل الزلازل سنوياً قرابة 14 ألف شخص على مستوى العالم وفق الإحصائيات العالمية. هناك مقياسان للزلازل، القوة الزلزالية بمقياس ريختر الذي يقيس مقدار الطاقة المتحررة من الزلزال، وينقسم التدريج من 1 -9 درجات وصولاً للدمار الشامل بما فيها نسف الجبال عند تسجيل المعدل الأعلى، وهناك مقياس "وصفي" للشدة الزلزالية يقيس حجم الأضرار في مناطق اليابسة ولا يمكن تطبيقه بالبحر لأن معظم الزلازل تحدث بالبحار، ولكن العالم يتعامل غالباً بمقياس ريختر لتحديد القوة الزلزالية بناءً على مقدار الطاقة المتحررة من الزلزال.
الطاقة المتحررة
* ما الفوارق بين القوة الزلزالية؟
** طبعا هناك فرق بين الدرجتين الصحيحتين في القوة الزلزالية، عندما نقول الزلزال 4 أو 5 درجات، حيث إن زلزال 5 درجات ريختر يفوق عشرة أضعاف الاهتزازات الموجبة للزلزال بقوة 4 درجات، كما يفوق من حيث الطاقة المتحررة بقرابة 30 ضعف، ويفوق الزلزال بقوة 5 درجات زلزال 3 درجات بقرابة مائة ضعف من القدرة الزلزالية وألف ضعف من حيث الطاقة المتحررة، كما أن الزلزال المتوسط يفوق عشرة آلاف ضعف لأول قنبلة ذرية أطلقت على الأرض.
الانفتاح المستمر
* إلى ماذا يعود النشاط الزلزالي في اليمن؟
** النشاط الزلزالي الذي يحدث في بلادنا اليمن نتيجة انفتاح خليج عدن والبحر الأحمر والأخدود الأفريقي بشكل مستمر للتوسع الحاصل نتيجة للصدوع التحويلية في البحر الأحمر التي تخترق الأراضي اليمنية في الشمال والوسط والجنوب بالإضافة إلى خليج عدن، والأخدود الأفريقي العظيم هي مصدر الزلازل في بلادنا. تحدث الزلازل والكوارث الطبيعية في اليمن من فترة إلى أخرى، حيث شهدت بلادنا عدداً من الزلازل المدمرة والكوارث الطبيعية منها انهيار سد مارب بسبب سيل العرم وكذلك زلزال مدمر في عام 740 ق.م، وحدث زلزال مدمر في صعدة خلال العام 1071 خلف كارثة تدميرية وضحايا، وزلزال مدمر في مدينة زبيد، وصنعاء كذلك الزلزال الذي ضرب ذمار في 1982 خلف 2500 قتيل وقرابة ألفي مصاب ودمار 40 -50 ألف منزل دمار كلي وجزئي بخسارة تقدر بملياري دولار، أدى إلى تراجع عجلة الاقتصاد اليمني وأعاق حركة التنمية بالبلاد. لم يكن ذلك وحسب، بل حدثت انهيارات أرضية كما حدث في قرية الظفير، وتكررت قبل سنوات، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية التي تحدث في بعض المناطق، كما شهدت اليمن أنشطة بركانية خلال الأزمنة الماضية آخرها النشاط البركاني في جبل اللسي بذمار الذي لا يزال نشطاً حتى اليوم.
الاستعداد والجاهزية
* ما الذي يجب في الوقت الراهن تجاه ما ذكرت؟
** خلال المرحلة الراهنة يجب أن نكون على أهبة الاستعداد والجاهزية في كافة المستويات الحكومية والرسمية لمواجهة الكوارث الطبيعية بهدف التخفيف من أضرارها وتأثيراتها على المواطنين وممتلكاتهم عند حدوث أي هزة فوق المتوسطة ستكون كارثة لا سمح الله.
* ماذا عن التنبؤ بمخاطر الزلازل؟
** لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل حتى أن الزلزال لا تقتل البشر بشكل مباشر بقدر ما تكون المنازل التي تنهار على رؤوسهم خلال لحظات هي التي تخلف خسائر فادحة في الأرواح،كذلك الانهيارات الأرضية الناتجة عن الزلازل بالإضافة إلى الظواهر المصاحبة للزلازل المتسببة للتدمير التي تهدد حياة الإنسان والممتلكات العامة والخاصة.
التخفيف من حدتها
* ما قدراتكم في المركز أمام ذلك؟
** لا نستطيع التنبؤ بحدوث الزلازل وقوتها، ولكننا نستطيع التخفيف من حدتها وآثارها الكارثية، وذلك عن طريق إنشاء شبكات رصد الزلازل ونشر المحطات الزلزالية في مختلف المناطق وعمل دراسات تفصيلية لمتابعة ورصد الزلازل ومعرفة الزلازل التاريخية بغرض معرفة بؤرة الزلازل التاريخية ومعدلات تكرار النشاط الزلزالي وتحديد مناطق الخطر الزلزالي وفق الخرائط الزلزالية وتحديد المناطق الأكثر خطراً من غيرها.
نفقات محدودة
*هل المركز قادر على القيام بتلك المهام والأنشطة في الوقت الراهن؟
** حقيقة المركز بدأ يستعيد نشاطه تدريجياً بعد تدميره الكلي بغارات جوية لتحالف العدوان رغم النفقات التشغيلية الضئيلة والمحدودة التي لا تكاد تذكر مع الأنشطة والمهام التي يقوم بها.
حيث يعمل المركز في الوقت الراهن بمحطات ورقية تعود لبداية تأسيس المركز خلال تسعينات القرن الماضي، لا تواكب التطورات الحديثة، ومؤخرا قمنا في المركز بتشغيل شبكة رصد الزلازل في الحقول البركانية، وهي شبكة قائمة على ربطها بالأقمار الصناعية، ليتم تشغيلها بواسطة الإنترنت المحلي ADSL والفورجي، وبذلنا مجهوداً كبيراً جداً كان يحتاج إلى خبراء أجانب لعملية الربط بين المحطات الفرعية والمحطة المركزية، وشراء الجهاز المركزي للمحطة والاستعانة بالخبرات من كوادر المركز والإخوة في الاتصالات واستمر العمل لعدة أشهر حتى تم نجاح تشغيل الشبكة عبر الإنترنت المحلي.
محطة الإنذار المبكر
* كم عدد المحطات الموزعة والمرتبطة بالجهاز؟
** تم توزيع 4 محطات رئيسية منها في جبل اللسي شرق مدينة ذمار، وفي صنعاء، البيضاء، والعدين في إب، جميعها تعمل بشكل جيد.
في الوقت الراهن نحن في المركز بصدد تشغيل محطة الإنذار المبكر بالتعاون مع الألمان، وهناك تواصل معهم فيما يخص محطة الإنذار المبكر من موجات تسونامي وكذلك رصد الزلازل على مستوى الجمهورية بشكل عام والمياه والمناطق الإقليمية. حقيقة المركز كما أسلفت بدأ يستأنف نشاطه تدريجياً وبإمكانيات محدودة.
كما يمتلك المركز قرابة 6 شبكات، منها الشبكة التلمترية اللاسلكية التي تم تدميرها من قبل طيران العدوان، وكانت تربط بين 3 محطات في جبل أحرم برداع، وجبل الدن في وصاب، واريان في جبل سمارة.
أما الشبكة الوطنية الرقمية التي تعمل عبر خطوط الهاتف بالقدح الفوري عبر خطوط الهاتف الثابت، كان لدى المركز 18 محطة، منها 6 محطات ذات المدى الواسع لرصد الزلازل من مناطق عالمية، و12 محطة ذات المدى القصير لرصد الزلازل المحلية من مختلف محافظات الجمهورية.
* هل لا تزال تلك المحطات تعمل؟
** حالياً لم نتمكن من تشغيلها بسبب السيرفر أو المحطة المركزية نتيجة توقفها لفترة طويلة، حيث تعرضت للعطل وتم عرضها على أكثر من شركة في صنعاء للصيانة دون الوصول لأي حلول، وتم التواصل مع الشركة الأجنبية المصنعة، واتضح بأنها قد تعرضت للإفلاس وأغلقت أبوابها، ولا زلنا قيد المحاولات لتشغيل الشبكة لأن فكرة عملها بسيطة وتكاليفها قليلة.
أما شبكة الإنذار المبكر كان لدينا 3 محطات إحداها في جزيرة سقطرى، والثانية في منطقة الطويلة بالمحويت، والثالثة بمحافظة ذمار، تعرضت بعض المعدات نتيجة العدوان على مبنى المركز للتلف وتوقفت، ونحن نحاول استئناف دورها واستبدال منظومة الاتصال بالأقمار الصناعية، عبر الاتصال بوسائل الإنترنت المحلية المتاحة.
المزيد من الاهتمام
* ما مدى تجاوب الجهات المعنية أمام هذه المحاولات لتشغيل محطات المركز؟
** لنتحدث بصراحة.. تجاوب الجهات المعنية كان غائباً تماماً خلال السنوات الماضية، وبدأ الاهتمام الضئيل الذي لا يكاد يذكر بالمركز مؤخرا حتى أن ذلك الاهتمام لا يلبي الاحتياجات في تنفيذ المهام الواقعة على عاتق المركز وكوادره وأعمال الصيانة للمحطات وغيرها من النفقات، ولكننا نؤمل من حكومة التغيير والبناء إيلاء المركز المزيد من الاهتمام خصوصاً ونحن في المرحلة الراهنة بحاجة لمضاعفة الجهود لرصد ومتابعة أنشطة الزلازل في بلادنا مع ما تشهده من هزات زلزالية تم رصدها خلال الأسابيع الماضية في ذمار والبيضاء وإب، ومع استمرار الأنشطة الزلزالية في خليج عدن وغيرها.
يجب أن تولي الحكومة خلال المرحلة الراهنة الأهمية بدراسات الأنشطة الزلزالية وأن يكون توجهها جاداً بهذا المجال بهدف التخفيف من أضرار الكوارث الطبيعية- لا سمح الله-، وحرصاً على سلامة أبناء الشعب اليمني الذي يكفي ما حل به من العدوان والحصار وإفرازاتها من المجاعة والقتل والتدمير للبنية التحتية وانهيار الاقتصاد. وحقيقة نطمح الاهتمام أكثر من قبل حكومة التغيير والبناء بما يمكننا من النهوض والمواكبة التكنولوجية الحديثة بالخدمات المعلوماتية الدقيقة، لا سيما ونحن نعمل بالأجهزة البدائية نتيجة تدمير العدوان كل أجهزة المركز، بما يمكننا من تقديم المعلومات اللازمة لمختلف الجهات بما يسهم في وضع الخطط التنموية والاقتصادية للبلد.
خطورة الانهيارات الأرضية
* ما مدى الخطورة الزلزالية المحيطة باليمن؟
** تشهد اليمن بين الحين والآخر زلازل خفيفة إلى متوسطة، نتيجة حركة الصفائح التكتونية التي تربطها حركات تباعدية بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية، حيث تبتعد الصفيحة العربية باتجاه الشمال الغربي بمعدل 3 -4سم خلال السنة.
هذا التباعد ينتج عنه هزات خفيفة إلى متوسطة سطحية ليست بالقدر الكبير المدمر، بعكس حركة الصفائح التقاربية كما يحدث في تركيا وحزام الأناضول وحزام المحيط الهادي الذي يعتبر أعظم الأحزمة الزلزالية الذي يولد الزلازل العميقة والمدمرة على مستوى العالم.
اليمن من لطف الله سبحانه وتعالى تحدث فيه زلازل متوسطة إلى خفيفة بين الحين والآخر تعمل على امتصاص الطاقة، ومع ذلك لا يوجد مكان آمن من الزلازل، وقد شهدت اليمن العديد من الزلازل المدمرة خلال فترات تاريخية مختلفة كما ذكرت ذلك آنفاً.
تكمن الخطورة كما حذرنا مرارًا وتكرارًا من الانهيارات الأرضية والكتل الصخرية الآيلة للسقوط في كثير من المناطق ذات التوزيع الجغرافي والسكاني الذي يتركز في الجبال والمنحدرات وبطون الأودية المعرضة للانهيارات الصخرية. إذا حدثت هزة أرضية فوق المتوسطة لا سمح الله، ستكون الخسائر البشرية والمادية مضاعفة.
وضع خطة هادفة
* ما الذي يجب أمام تلك التهديدات الكامنة بالانهيارات؟
** عبر صحيفتكم الغراء نتوجه بالدعوة الهامة إلى كافة الجهات المعنية بضرورة وضع خطة هادفة لمعالجة تلك الانهيارات في الأماكن المتوقع حدوثها، بهدف التقليل من خطورتها بالتعاون مع أبناء المجتمع وتوعيتهم بضرورة إزالة تلك التهديدات قبل أن تحل الكارثة لا سمح الله.
* ما النصائح التي توجهها لسكان تلك التجمعات؟
** العمل مع الجهات الرسمية على إزالة الكتل الصخرية المهددة بالطرق العلمية بما يضمن الحد من المخاطر المحتملة.
تخفيف المخاطر الزلزالية
* ولكن ماذا عن اتباع معايير البناء؟
** هنا نشدد على الجهات المعنية بضرورة مراعاة المعايير الهندسية لبناء المنازل وفق تصاميم المباني المقاومة للزلازل للتخفيف من أضرارها، وهذا يعتمد على ثقافة الأفراد والمجتمع والحكومات بتبني سياسة تخفيف المخاطر الزلزالية، وذلك بالرجوع إلى بيانات مركز الرصد من خلال الكود الزلزالي الذي يحدد دستور البناء المقاوم للزلازل الذي أنشئ المركز من أجله لتحقيق هذا الهدف.
* هل حصلت بلادنا على الكود الزلزالي؟
** طبعا كل دولة في العالم لها كود زلزالي خاص بها بناءً على طبيعتها الجيولوجية والتراكيب الصخرية والبنيوية ونوع الصدوع والصدوع النشطة وفق دراسات عميقة. نحن في اليمن كنا بصدد الحصول على الكود الزلزالي من خلال عمل كتالوج زلزالي للبلد من 50 - 100 سنة، وكانت اليمن قد وثقت لفترة 20 سنة، إلا أنه وبسبب العدوان على بلادنا تم تدمير المركز بغارات عدوانية وتوقف التسجيل، وهذا يؤثر على حصول بلادنا على الكود الزلزالي بشكل دقيق وسليم. بدأنا نستأنف دور ومهام المركز مؤخرًا ونأمل من القيادة الثورية والسياسية وحكومة التغيير والبناء إيلاء المركز الاهتمام الكبير كونه يعنى بالدراسات والمعلومات التي يستطيع من خلالها إطلاق صافرة الإنذار والتحذيرات التي تهم حياة المواطنين بدق ناقوس الخطر من الظواهر الطبيعية الزلزالية والبركانية والتسونامي. يمكن التنبؤ بالزلازل في حالات ما إذا سبقتها حشود زلزالية تسمى "before shock"، يتم الإنذار بالمخاطر المحتملة للجهات المعنية لتقوم بواجبها في عمل خطط الإخلاء والإيواء حفاظًا على أرواح الناس، وهذه هي إحدى المهام العلمية والإنسانية للمركز.
مرجعية للدولة
* ما طبيعة العلاقة بينكم ومصلحة الدفاع المدني بوزارة الداخلية؟
** علاقتنا تقع ضمن اللجنة العليا للتخفيف من المخاطر الزلزالية بمعية الدفاع المدني وبعض الجهات المعنية، ولكن نتيجة لعدم الاهتمام بالمركز منذ تعرضه للتدمير، حتى يفترض عدم إنشاء المباني إلا وفق معايير هندسية يحددها المركز، وخصوصا المنشآت الحيوية والخدمية والتنموية الهامة والمشاريع العملاقة التي يجب أن تبقى قائمة عند حدوث زلزال، والمركز هو مرجعية للدولة ولكافة الجهات ذات العلاقة لإجراء الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية.
تحديث الأجهزة والمواكبة
* أين تكمن احتياجات المركز في الوقت الراهن؟
** يحتاج المركز إلى توفير الدعم المالي الكافي لتنفيذ أعماله وتشغيل جميع شبكاته الزلزالية والبركانية ومحطاته الفرعية وتحديث أجهزته وتدريب كوادره ليواكب المراكز العالمية وصولًا لتحقيق الهدف من إنشائه بغية تخفيف المخاطر الزلزالية والكوارث الطبيعية والحد من أضرارها والحصول على تنمية مستدامة دون كوارث أو منغصات.