السيد القائد: سنكثف عملياتنا .. لن نترك العدو يستفرد بغزة
بارك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لحزب الله قيادة ومجاهدين والشعب اللبناني على انتصاراتهم على كيان العدو الصهيوني.
وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية" ولّى زمن الهزائم ولّى وجاء زمن الانتصارات، جملة هتف بها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله، متوجًا بها انتصارا إلهيا تاريخيا في مرحلة مهمة جدًا".
وأضاف "عندما نشأت في لبنان أمة مجاهدة مؤمنة تأخذ بأسباب النصر تَحَقق الوعد الإلهي الذي وعد الله به عباده المؤمنين، والله لا يخلف وعده، ولقد منَّ الله بانتصار تاريخي عظيم ومهم جدًا على العدو الإسرائيلي مباشرة، ليضاف هذا الانتصار إلى سجل من الانتصارات الكبرى والتاريخية والمهمة".
وأشار إلى أن الانتصار الذي منّ الله به في هذه المرحلة الحساسة والمهمة في مواجهة العدو الإسرائيلي جاء بعد عدوان واستهداف غير مسبوق للبنان وحزب الله.. مبينًا أن الاستهداف الذي تعرض له لبنان وحزب الله كان مدعومًا أمريكيا بشكل كبير جدًا.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني إلى الخروج يوم الغد خروجا مليونيا جهادا في سبيل الله، مبتهلاً إلى الله تعالى أن يوفق الشعب اليمني لمواصلة الجهاد العظيم والاستمرار فيه كما ينبغي.. مضيفًا "أملنا إن شاء الله أن تتم هذه المرحلة من التصعيد في مواجهة العدو للارتقاء بما هو أكبر وأعظم بما يرضي الله وبما فيه العزة لشعبنا".
وأكد أنه لا يمكن إخلاء الساحات وإفراد غزة لوحدها، لأن الإسرائيلي يريد الاستفراد بغزة ونحن نقول له: "لن نترك لك ذلك ولن نمكنك من الاستفراد بغزة، وسنكون حاضرون ومستمرون في كل المجالات وميادين العمليات العسكرية والحضور الشعبي".
وأوضح أن الخروج الشعبي المليوني يوم الغد له أهمية كبيرة جدًا، وينبغي أن يكون الخروج كبيرًا مليونيًا تأكيدًا على الموقف، نصرة للشعب الفلسطيني، مباركة للبنان، ووصلا لأمجاد التاريخ.
وجددّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة، وكان هناك عمليات في هذا الأسبوع بالقصف لعسقلان واستهداف للقاعدة الجوية العسكرية الإسرائيلية في النقب "قاعدة نيفاتيم"، وكذلك إلى أم الرشراش.
وأضاف "عملياتنا مستمرة ونسعى دوما إلى التطوير أكثر لفعل ما هو أقوى، ولسنا راضين ولا مكتفين بما نفعله حاليا مع أنه المستطاع والممكن، وليس هناك سقف لا سياسي ولا لأي اعتبارات أخرى يحد أو يؤثر على مستوى ما نفعل، ولكن هي الإمكانات وبُعد المسافة".
كما أكد "السعي بشكل مستمر لفعل ما هو أقوى وأعظم، وما نفعله حاليا له تأثيره على العدو الإسرائيلي وتأثيره على شركائه وعلى الأمريكي الذي شن على بلدنا عدوانا عسكريا".
وتابع "نحن على مقربة من اكتمال عام للعدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي بالشراكة مع البريطاني".. مؤكدًا أن الأمريكي يسعى بكل جهده إلى التأثير على موقف اليمن وإلى إيقاف هذه العمليات لا سيما في البحر، ويحاول أن يضغط لإيقاف العمليات اليمنية في البحر واستخدم وسائل كثيرة وأتى بحاملات الطائرات التي يرهب بها الدول الأخرى.
وعرّج السيد القائد على جبهة يمن الإيمان والحكمة والجهاد المساندة والمناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.. مؤكدًا أن جبهة اليمن مستمرة وهناك سيطرة تامة في منع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر بتوفيق الله تعالى وبمعونته وبنصره.
وقال "في هذه الفترة لم يعد هناك أي تحرك للملاحة الإسرائيلي ولم يعد خلال هذه الأيام التي مضت أي تحرك من خلال السفن التي تتبع حتى بلدان أخرى لكن تحمل البضائع للعدو الإسرائيلي".. مؤكدًا أن السيطرة في مسألة منع الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر البحر العربي بلغت 100 بالمائة.
وأشار إلى أن هناك كلفه اقتصادية على العدو نتيجة للعمل القوي جدا لجبهة اليمن في منع الملاحة البحرية الإسرائيلية من باب المندب.. مضيفًا " لولا الإمداد العربي وللأسف الشديد والجسر البري العربي الذي يزود العدو الإسرائيلي بالبضائع لكانت الكلفة على العدو الإسرائيلي أكثر بكثير".
وعلّق قائد الثورة على محاولات إرهاب اليمن بحاملات الطائرات الأمريكية، مؤكدًا أن نتيجة ذلك جاءت معاكسة تماما باستهداف حاملة الطائرات فيما لا يجرؤ أي طرف آخر على مثله.
ومضى قائلًا "هربت حاملة الطائرات أيزنهاور من البحر الأحمر ثم هربت حاملة الطائرات إبراهام لينكولين من بحر العرب وهربت حاملة طائرات أخرى ثالثة كانت أتت وغادرت".. مبينًا أن حاملات الطائرات الأمريكية خرجت عن معادلة الضغط على بلدنا.
وعقّب على هروب حاملات الطائرات الأمريكية بالقول "لأول مرة في تاريخ البحرية الأمريكية منذ أن استُخدمت حاملة الطائرات كسلاح ردع أن تفقد دورها، وطائرات الشبح الأمريكية التي قصفت بلدنا دون جدوى لم ترهبنا ولم تؤثر على موقفنا ولا على توجهنا ولا على قرارنا".
وذكر قائد الثورة أن العدو الأمريكي والبريطاني نفذ 844 غارة وقصفا بحريا دون أي جدوى ودون أي تأثير على الموقف والتوجه اليمني.. مؤكدًا أن الأمريكي وشركاؤه يقومون بعمليات رصد دائمة بالأقمار الصناعية وطائرات التجسس وطائرات المسح الإلكتروني ولم يتمكنوا من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية.
وتطرق إلى محاولة الأمريكي تحريك الجبهة الإعلامية من أبواقه تحت مظلة التحالف وغيره، يكذبون ويفترون ولكن دون نتيجة لأن الشعب اليمني ارتقى في وعيه وإيمانه وأصبح محصنا إلى حد كبير من تأثير الحملات الإعلامية الدعائية الكاذبة التي هي جزء من المواجهة بين اليمن والعدو الأمريكي، الصهيوني، البريطاني.
وكشف عن الضغوط الأمريكية المستمرة على المستوى السياسي ومنعه من الاتفاق على وقف العدوان مع الطرف السعودي، إلى جانب استمراره في الضغط الاقتصادي وحتى على مستوى ما تقدمه الأمم المتحدة والمنظمات، ولم يتمكن أبدا من التأثير على موقف اليمن.
وقال "كل الضغوط الأمريكية لم تؤثر على الخروج المليوني الأسبوعي والفعاليات الشعبية التي لا مثيل لها في نصرة الشعب الفلسطيني".. موضحًا أنه من خلال الضغط الأمريكي الشامل يقيس مستوى التأثير في الحالة الشعبية، لذلك الخروج المليوني الأسبوعي يعبّر عن الثبات والاستمرارية.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الشعب اليمني العزيز بهويته الإيمانية وتاريخه المشرف يؤمل فيه بما هو أكثر من الموقف القائم.
واعتبر يوم الـ 30 من نوفمبر الذي يصادف مطلع الأسبوع المقبل، محطة من محطات التاريخ المشرف لليمن في عيد الجلاء ودحر المحتل البريطاني عن بلدنا، وفي ذات الوقت محطة تذكر اليمنيين بأهمية التحرك وحتمية الموقف وحتمية الانتصار وفيها الكثير من الدروس المهمة.
وأضاف "ينبغي على إعلامنا ومناهجنا الدراسية أن تكشف لشعبنا جرائم المحتل البريطاني وأساليبه في الخداع والاستقطاب والتجنيد".. مؤكدًا أن مرحلة الاحتلال البريطاني فيها الكثير من الدروس المهمة نظرا لإمكانات بريطانيا في تلك المرحلة لكنها هزمت ودحرت.
وتابع "شعبنا العزيز فيما هو عليه الآن من مسار تحرري جهادي يسلك المسلك الصحيح إلى العزة والتمكين والقوة والمنعة والنصر والوعي والبصيرة، وخروج الشعب الأسبوع الماضي لا سيما في صنعاء كان مع المطر، وكان المشهد مبهجا وعظيما معبرا عن التصميم والشعور بالمسؤولية، وكان الخروج كبيرًا ومشرفًا كما هي عادة الشعب اليمني".
واستهل السيد القائد حديثه عن الجبهة اللبنانية وانتصاراتها.. مؤكدًا أن الأمريكي شريك في خيبة الأمل كما كان شريكًا في العدوان والإجرام بكل ما قدمه من دعم كبير للعدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان.
واعتبر النصر الذي تحقق في لبنان هو من الله تعالى وثمرة لجهود الرجال المؤمنين الثابتين، والحاضنة الشعبية الصابرة.. مضيفًا "أن الصبر من أهم أسباب النصر عنما يكون في إطار الموقف والعمل والتضحية والتوكل على الله والثقة به واحتساب الشهداء عند الله".
كما أكد أن العدو الإسرائيلي كان يراهن على ما قد ألحقه بحزب الله من ضربات موجعة ومؤلمة واستهداف للقادة أنه قد هيأ الأرضية اللازمة لإلحاق هزيمة كاملة بحزب الله.
وأفاد بأن الأهداف التي أعلنها العدو الإسرائيلي لعدوانه على لبنان، مرتفعة السقف وتمثل طموحاته وأمانيه ضد حزب الله، وأهداف وطموحات كيان العدو في لبنان كانت تدمير حزب الله ونزع سلاحه وألا يبقى للمقاومة الإسلامية أي وجود في لبنان وألا يبقى للجهاد أي راية.
وتابع "العدو أراد أن يفرض تغييرًا سياسيًا من خلال الحملة التي أطلقها الأمريكي لفرض معادلات في خدمة العدو الإسرائيلي ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى ما يعبرون عنه بالشرق الأوسط بشكل كامل".
ولفت قائد الثورة إلى أن الأعداء يعتبرون جبهة حزب الله في لبنان ذات أهمية كبيرة جداً على مستوى واقع الأمة بكلها، مضيفًا "ما تحقق في لبنان هو نعمة من الله في فشل العدو الإسرائيلي وخيبة آماله".
وبين أن المعيار للانتصار في لبنان يتجلّى في ثلاثة أمور: أهداف العدو المعلنة، وعمليات حزب الله التي ألحقت بالعدو النكاية الكبيرة، والفشل المتكرر في الميدان.. وقال "ما كان يتمناه العدو الإسرائيلي ويسعى له أن يتحول الوضع لحزب الله إلى حالة سياسية تترك المسار الجهادي وتتخلى عن راية الجهاد".
كما أكد فشل العدو فيما كان يتمناه بتغيير الوضع السياسي في لبنان من خلال الحملة الأمريكية لإثارة الفتنة الداخلية والضغط على القوى اللبنانية لفرض متغيرات لخدمة العدو الإسرائيلي، مضيفًا "يشهد لوجود قدرات حزب الله الأحد اللاهب الذي أمطر فيه حزب الله بالصواريخ وبالطائرات المسيرة يافا المحتلة التي يسميها العدو بـ "تل أبيب".
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن عمليات حزب الله اليومية تتجلّى خصوصًا يوم الأحد اللاهب أنه على مستوى القدرات ما يزال في وضع قوي ومتماسك وبمستوى كبير.. مؤكدًا أن انتصار حزب الله تجلّى بالنكاية الكبيرة التي ألحقها بالعدو الإسرائيلي في ضباطه وجنوده وآلياته العسكرية والتأثير على المستوى المعنوي في الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن انتصار حزب الله تجلّى في الفشل المتكرر في عمليات العدو الإسرائيلي التي أراد بها التوغل والتقدم في مسارات أخرى كان يسعى للوصول إليها في الميدان.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي حرص على التكتم الإعلامي والتغطية على ما يحدث حتى لا يظهر حجم خسائره في الميدان والمغتصبات والقواعد.
واستشهد بما يتحدث به إعلام العدو عن الخسائر والتأثير الكبير على الوضع الاقتصادي وكلفته الكبيرة بسبب الشلل الذي أصابع مصانع العدو شمال فلسطين المحتلة.. لافتًا إلى أن حجم المواجهة الساخنة جدًا مع الجبهة اللبنانية زاد من التأثيرات الكبيرة على وضعه الاقتصادي المتأثر والمتضرر بفعل عدوانه المستمر على غزة.
وتابع "كان للنكاية بالعدو والتأثير عليه تأثير كبير في تحقيق الانتصار المهم، والعدو رأى أن الكلفة إلى الوصول لأهدافه المعلنة كبيرة وأصبحت متعذرة ووصل إلى حالة يأس من القضاء على حزب الله".
وتطرق السيد القائد إلى الصمود والتماسك العظيم في الجبهة الداخلية اللبنانية والذي لم يكن يتوقعه الأعداء، فيما كان الوضع الداخلي في لبنان يعتبره الأعداء هشًا ومأزومًا ويتصورون أنه سيساعد على إثارة فوضى عارمة في كل لبنان.
وبين أن تبرير المجرم نتنياهو للاتفاق الذي جرى، شاهد على حجم النكاية بالعدو الإسرائيلي، لأنه تحدث عما يعانيه ما يسميه بـ "الجيش الإسرائيلي" وحاجته للترميم.. موضحًا أن المجرم نتنياهو تحدث عن الخسائر والكلفة الكبيرة بالرغم من الدعم الأمريكي والغربي الهائل.
ولفت إلى أنه في مقدمة دلالات النصر المهم في لبنان، هو الدلالة الواضحة على إمكانية فشل العدو الإسرائيلي مهما حظي به من دعم أمريكي وغربي، وما يُلقيه كيان العدو من قنابل وصواريخ على الفلسطينيين واللبنانيين قد يكون بكله من القنابل والصواريخ الأمريكية.
وجددّ التأكيد على أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه المعلنة رغم الدعم الكبير بالعتاد من ألمانية وفرنسا وبريطانيا وهولندا ودول أوروبية وغربية.. مؤكدًا أن حالة اليأس وعُقَد الإحباط والشعور بالهزيمة أثّرت عند بعض العرب على مواقفهم تجاه ما يحصل.
وأفاد بأن الانتصار في لبنان يدل على أنه بالإمكان أن يفشل العدو وأن يُهزم عندما تتوفر العناصر الأساسية والمهمة لتحقيق النصر.. مشيرًا إلى "أنه لو نجح العدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان فلن تكون المأساة على لبنان بل سيوظف ذلك على مستوى المنطقة".
ومضى قائلًا "العدو الإسرائيلي يطمع فعلا أنه لو تخلص من لبنان وفلسطين والقوى الحية في الأمة، سيطمع في السيطرة على الأمة وفرض ما يريده مع الأمريكي".. مؤكدًا أن الانتصار في لبنان انتصار للأمة بكلها ويدفع عن الأمة الكثير من المخاطر.
وذكر أن العدو الإسرائيلي هو قلق جدًا من حزب الله في لبنان ومن الجبهة اللبنانية باعتبارها جبهة قوية فعّالة مباشرة ألحقت به الهزائم تلو الهزائم.. لافتًا إلى أن جبهة لبنان جبهة مباشرة وقريبة على الحدود مع فلسطين المحتلة وهذا يزعج العدو كما يزعجه ما قدّمه حزب الله.
وأردف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائلًا "نموذج حزب الله يشهد على أنه عندما تتحرك شعوب أمتنا الإسلامية وتحمل التوجه الإيماني والبصيرة والوعي، وتأخذ بأسباب النصر، فإنه يمكنها أن تهزم أعداءها وأن تكون في منعة وعزة".
واستطرد "نموذج حزب الله يشهد على أنه عندما تتحرك شعوب أمتنا الإسلامية وتحمل التوجه الإيماني والبصيرة والوعي، وتأخذ بأسباب النصر، فإنه يمكنها أن تهزم أعداءها وأن تكون في منعة وعزة".. مبينًا أن الأعداء يرون في نموذج حزب الله عائقًا أمام مشروعهم في السيطرة على المنطقة ومشجعًا وحجة على بقية الشعوب.
وأعاد التذكير بدور جبهة حزب الله المتقدمة التي حالت بين العدو الإسرائيلي وبين امتداده بالمستوى الذي يريده إلى بقية البلدان.. معتبرً ما تجلّى في لبنان ثمرة الصبر والجهود العملية والأخذ بأسباب النصر والاستعداد المسبق من البناء الإيماني المعنوي والعملي.
وقال "مما أفاد حزب الله وساعده على التماسك والصمود بالرغم مما حدث له هو الاستعداد في الشقين المعنوي والمادي وكان سببًا في الرعاية الإلهية، لأن الله مع الصابرين ممن هم في إطار عمل وموقف، صبر أثناء العمل لما يلزم من إعداد وتجهيز واستعداد".
وتحدث قائد الثورة عن محاولة الأمريكي في التقليل من حجم الانتصار لحزب الله في أساليبه المتنوعة التي يشتغل فيها لاحتواء الوضع السياسي.. مؤكدًا أن الأمريكي حاول أثناء ذروة التصعيد أن يوظف الهمجية الإسرائيلية لصناعة اهتزاز كبير في الساحة الداخلية لكنه فشل وما يزال يعيد الكرة من جديد.
وتطرق إلى التصريحات العنترية للعدو الإسرائيلي، التي يحاول أن يتحدث بلغة المنتصر ولكنه فاشل وفشله واضح.. مؤكدًا أن هذه الجولة لا تعني نهاية الصراع ولا نهاية الخطر الإسرائيلي على لبنان.
وأضاف "ليس هناك أي ضمانة لحماية لبنان مستقبلا إلا مجاهدوها وأهمية المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لأن الخطر الإسرائيلي متربص وبكل حقد وطمع ووفق رؤية استراتيجية تجعل من لبنان جزءًا من المناطق التي يسعى الإسرائيلي للسيطرة عليها".
وأشار إلى أن الأمريكي يحرّض باستمرار ضد حزب الله، ومن المتوقع أن يكثر من التحريض في هذه المرحلة وأن يشغّل كل أبواقه.
وعبر عن التهاني لحزب الله قيادة ومجاهدين ولكل جمهور المقاومة وللشعب اللبناني بكله وللبنان رسميا وشعبيا على انتصاراتهم على كيان العدو الصهيوني.. سائلًا الله أن يتم لهم هذا النصر ويقيهم شر العدو الإسرائيلي.
وتابع "ما بعد الانتصار في لبنان تتعاظم المسؤولية على أمتنا الإسلامية لنصرة غزة، وإذا كان لدى البعض تصور أنه ليس بالإمكان إفشال العدو الإسرائيلي فهذا الانتصار التاريخي في لبنان شاهد من الواقع على أنه بالإمكان أن يتم إفشال العدو الإسرائيلي".
وشدد السيد القائد على ضرورة أن يكون هناك عمل جاد لنصرة الشعب الفلسطيني على مستوى محور الجهاد والمقاومة، ومن المهم البناء على ما حققته الجبهة اللبنانية، والتوجه للتصعيد أكثر ولا سيما من جبهتي العراق واليمن.. موضحا أن الجبهة اللبنانية في مرحلة الإسناد ومرحلة مواجهة العدوان، حققت نتائج مهمة في النكاية بالعدو الإسرائيلي وألحقت به الخسائر الكبيرة.
ووصف جبهة العراق بالقوية والمهمة، وتمتلك مقومات تساعدها على أن تكون أكثر فاعلية بإذن الله، والعدو الإسرائيلي يخشاها.. مبينًا أن الأمريكي يحاول بشكل مباشر وعبر دول عربية وأجنبية أن يمارس الضغوط السياسية لإضعاف الموقف في الجبهة العراقية أو الحد منها.
وقال "الأمريكي يحاول أن يستفيد من بعض القوى في العراق في الضغط لإضعاف جبهة الإسناد العراقية خدمة للعدو الإسرائيلي الذي يسعى هو الآخر للضغط على المستوى الرسمي في العراق من خلال التهديدات التي يصدرها".
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الظروف الراهنة مهمة للغاية وحساسة جدا، ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة كبيرة، ولذلك ينبغي أن يكون التوجه هو مضاعفة الجهود.. مضيفًا "نسعى في جبهة الإسناد باليمن لفعل أقصى ما نستطيعه لنصرة الشعب الفلسطيني".
وعبر عن الأمل "من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي إدراك المسؤولية لبذل الجهد والاستعانة بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي".. مؤكدًا أن قيام محور الجهاد والمقاومة بواجبه لا يعني إعفاء بقية الأمة من المسؤولية، ويجب على الجميع التحرك بشكل جاد والتذكير بهذه المسؤولية.
ودعا الجبهات الإعلامية والثقافية إلى العمل على التذكير بمسؤولية الأمة لتنهض وتلتفت إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني.. مشيرًا إلى أن الإهمال والتجاهل والتنصل عن المسؤولية يعتبر مساهمة مع العدو الإسرائيلي فيما يفعله من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف "المجاعة تعم قطاع غزة وهذه جريمة كبيرة جدا، وتفريط رهيب جدا من العرب والمسلمين ومن البلدان المجاورة لفلسطين، ويجب أن يكون هناك تحركًا جادًا من الحكومات والشعوب وفق إجراءات عملية تجاه المعاناة الشاملة في قطاع غزة".
ولفت إلى أن التنصّل عن المسؤولية، عامل مساهم في تشجيع العدو الإسرائيلي على فعل ما هو أسوأ ومواصلة ما فعله في شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه.. معتبرًا موقف الأنظمة العربية ما بعد السابع من أكتوبر شجع الأمريكي والإسرائيلي وهو جرم كبير جدا، ومن الجرم الاستمرار في التجاهل.
وتوقف عند قرار المحكمة الجنائية الدولية في مذكرة الاعتقال بحق قادة العدو.. مؤكدًا أن هذا القرار جاء متأخرا جدا على مستوى هذه الجولة، وإلا فالكيان مجرم من يومه الأول، وكان يفترض أن تصدر مذكرة الاعتقال بحق قادة العدو بعد أول جريمة للإبادة الجماعية في المستشفى المعمداني بقطاع غزة.
كما أكد أن الأسوأ في قرار الجنائية الدولية أنه يساوي بين الضحية والجلاد بإضافة القائد المجاهد الشجاع محمد الضيف.. وقال "بعد المذكرة التي صدرت من محكمة الجنايات هناك اختبار للدول الأوروبية والغربية هل ستنفذ تلك المذكرة".
وقال "هناك اختبار مهم بعد المذكرة التي صدرت من محكمة الجنايات فيما يتعلق بدعم أولئك المجرمين بالسلاح".. مؤكدًا أن نتنياهو مجرم ومرتكب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية بالسلاح الأمريكي والألماني والفرنسي والإيطالي والهولندي وغيرهم.
وأوضح السيد القائد أن التعليق الأمريكي والإسرائيلي تجاه المذكرة هو الزيادة في الوقاحة والسخافة، وكل الجمل التي أطلقوها تعبّر عن الوقاحة.. لافتًا إلى أن الأسوأ في قرار المحكمة أنه ساوى بين الضحية والجلاد والقائد المجاهد محمد الضيف الذي هو في موقف الحق يتحرك بالشرعية الدينية والإيمانية والإنسانية والقانونية في مواجهة الاحتلال ضد بلده وشعبه.
وأضاف "رغم الاعوجاج في الجنائية الدولية، لكنها لو امتنعت عن إصدار مذكرة الاعتقال لكان ذلك فضيحة دائمة وأبدية لها".. داعيًا إلى معاقبة بقية المجرمين في حكومة العدو الإسرائيلي ومنهم بن غفير وسموتريتش وغيرهم ممن يتبنون جرائم الإبادة الجماعية.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك ضغط لإيقاف تسليح العدو الإسرائيلي وتزويده بالسلاح الذي يرتكب به الجريمة.
وأشاد السيد القائد بالصمود الفلسطيني بالرغم من حجم العدوان والحصار والمعاناة الكبيرة.. مشيرًا إلى أن هذا الصمود درس عظيم لكل المسلمين، ولم يحدث هذا الصمود في الواقع العربي في مقابل مستوى العدوان والخذلان والظروف.
وذكر أن كتائب القسام نفذت هذا الأسبوع ما يقارب 33 عملية في ظل ظروف صعبة جدا في ظل وضع صعب للغاية، وعمليات كتائب القسام متنوعة في التنكيل بالعدو الإسرائيلي ما بين كمائن وعبوات ناسفة وقنص وقذائف الهاون.
ولفت إلى أن سرايا القدس نفذت هذا الأسبوع 14 عملية من بينها قصف صاروخي ضد العدو الإسرائيلي.. معتبرًا ما يقوم به المجاهدون في غزة، عملاً متنوعًا في أصعب الظروف في مقابل خذلان من أبسط المواقف من الأنظمة العربية.
وذكر قائد الثورة أن الأنظمة العربية لا تتبنى حتى أبسط المواقف في المقاطعة للعدو الإسرائيلي.. مشيرًا إلى أن المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة كبيرة وعلى الجميع أن يتحركوا.