المقاومة الاسلامية .. إدارة واقتدار في المواجهة والمفاوضات
القاضي د \حسن حسين الرصابي /
الدروس التي قدمتها المقاومة الاسلامية في غزة وفي لبنان كانت دروس بليغة ومؤثرة ملهمة .. ففي ظل التخاذل اكدت رسوخها وثباتها وقوتها وقد رتها على وضع معادلتها في مختلف الجوانب .

القاضي د \حسن حسين الرصابي /
الدروس التي قدمتها المقاومة الاسلامية في غزة وفي لبنان كانت دروس بليغة ومؤثرة ملهمة .. ففي ظل التخاذل اكدت رسوخها وثباتها وقوتها وقد رتها على وضع معادلتها في مختلف الجوانب .
سواء كانت الجوانب العسكرية القتالية والعمليات الفدائية أو في الادارة السياسة أو في ادارة التفاوض والسجال الدبلوماسي الذي كان في اعلى مستوى واستطاعت المقاومة الاسلامية ان تكون في المستوى اللائق في سجالات مع عدو ماكر وعدو متلون اعتمد على اجهزة مخابرات دولية واتكأ على عناصر ضعف واضح في الجوار العربي الذي ظهر بهشاشة مفرطة ولكن لان المقاومة قد راكمت خبرات عديدة واكتسبت المران اللازم في ادارة المفاوضات حتى تمكنت من انتزاع مكاسب مهمة وضرورية عزز من مكانتها ووطد قوتها .
وقد جرت كل الترتيبات بدقة في عملية تبادل الاسرى والمعتقلين بين المقاومة الاسلامية وبين الكيان الصهيوني وان ابدى النازي الصهيوني نتنياهو لؤماً ومراوغة ولكنه وقف عاجزاً امام هذه المقاومة العظيمة . حيث اعتمدت المقاومة الاسلامية على جملة من الاعمال التي عززت من قوتها ومن فهما ومن قدرتها على استثمار الموقف لخدمة فلسفة وسياسات المقاومة .. فهي مثلاً :
- اختيار العناصر التي سوف تطلقها من الانفاق بصورة عالية السرية.
- عملت على ممارسة التضليل والتمويه لإخراج الاسرى بحيث عجزت القدرات الاستخبارية الصهيونية والامريكية وغيرها لمعرفة حركة المقاومة لا خراج الرهائن .
- اعتماد مظهرية موحدة وملهمة في ايصال رسائل قوية عن لحظة اطلاق الرهائن وهذا ما ازعج الصهاينة وهز ثقتهم بالقدرات التي يتباهون بها ,
- استطاعت المقاومة ايصال رسائل بالتعامل الاسلامي الهادئ الذي يحترم الأسير ويحفظ كرامته .
- قدمت صورة ايجابية على تماسك وقوة وتنظيم المقاومة الاسلامية وهذه المهنية العالية والحرفية المقتدرة للمقاومة الاسلامية اثارت غيظ النازي نتنياهو واثارت اسئلة عديدة في الوسط الامريكي الذين أدركوا انهم امام ثورة منظمة وامام شعب يعي جيداً كيف يدير الصراع وكيف يحتمل كل المصاعب ويحقق مكاسب وانتصارات رغم هول الخسائر وفظاعة الجرائم الصهيونية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني ..
وقد تركت غزة ومقاومتها اثراً مهماً في الاوساط الغربية والدولية الذين التفوا حولها واعلنوا موقفاً داعماً لغزة وللمرابطين فيها رغماً عن كل محاولات غسيل الادمغة وغسيل المواقف الذي جند الاعلام الغربي كل طاقاته ليحول دون ذلك التأثير الكاسح للمواقف الغزاوية والقدرات في الاصطبار وفي الثبات وفي الصمود في وجه التوحش الصهيوني ..
وتجلى هذا الموقف في :
1- انطلاق المظاهرات الواسعة في عدد من المدن الأوروبية تدين إسرائيل وتكشف جرائمها .
2- انعزال النخب السياسية والاعلامية عن الشعوب الأوروبية والامريكية وبدا واضحاً ان الخطاب السياسي والاعلامي يغرد خارج السرب .
3- برزت شبكات التواصل الاجتماعي كرديف موازية للإعلام المسيطر عليه من الصهاينة وهذا ما كسر من سطوته وفضح مراميه .
4- فضح الاعلام الموازي للنفوذ الصهيوني الذي من الواضح انه متغلغل في كل تفاصيل الحياة في امريكا من جامعات ومن مؤسسات وغيرها.
5- ادرك اللوبي الصهيوني انه وقف عرياناً مكشوفاً في الغرب وأصبح الكيان الصهيوني مصدر ازعاج بكل المجتمعات التي كان له تأثير عليها .
6- وقفت الايباك وغيرها من المنظمات الداعمة للكيان الصهيوني في وضع محرج وفاقداً الفاعلية بعد أن فشل في التأثير على الشباب في المجتمعات الغربية والأمريكية .
ولهذا فان المقاومة الاسلامية ومظلوميتها والخطاب الذ كي الذي اعتمدته قد احدثت تنامياً واضحاً في المجتمعات الغربية فقد كشفت ان حكومات الغرب منساقة انسياقاً للتأثير الصهيوني .. وتحركت المياه الساكنة بحيث اصبح الصهاينة يخفون هويتهم بعد أن تحركت ضدهم قضايا وطاردتهم المحاكم وهذا أمر ليس سهلاً ..
ويمكن ان نشير الى ان طائرة نتنياهو ظلت تبحث عن طريق آمن لكي يصل الى واشنطن ..
ولم يجد الجنود الصهاينة فرصة السفر خارج اسرائيل لان المحاكم تنتظرهم ولان المنظمات الحقوقية تطاردهم وبدأت عواصم أوروبية تعترف بدولة فلسطين وتعلن ذلك علناً .. وهذا سوف تكون له تبعات مهمة على طبيعة الصراع العربي الصهيوني .
والفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود الى المقاومة الإسلامية والى قدراتها على النفاد الى عمق القضايا ..
وحيث صعدت الصهيونية المهووس ترامب الذي جاء بحماية إلى الوسط العالمي مدافعاً عن الصهاينة وكمحاولة لتسويق الصهيونية بعد أن تعرضت الى اهتزازات عديدة جاء بقرارات مجنونة وبإجراءات تسعى الى التأثير على المقاومة الاسلامية وآخر تخريفاته هو رغبته في التهجير لسكان غزة .. وهذه واحدة من المعتركات التي سوف تخوضها المقاومة خلال هذه الفترة القادمة بعد ان عجزت الألة الصهيونية عن مواجهة المقاومة الاسلامية وسعي ترامب عبر المرور في واقع الأنظمة العربية المتخاذلة حتى يحدث هزة قوية في هذه المجتمعات ..
مما يثير أسئلة .. ترى هل ينجح ترامب هل سيكون بإمكان المقاومة ان تصمد أمام هذه الهجمة الامريكية .. ؟
والامور تسير اليوم بين شد وجذب بين اضطراب الانظمة العربية التي من الواضح انها لا تمتلك قدرات المقاومة في الاصطبار وفي المواجهة وفي الادارة للملفات الساخنة والمصيرية.